لحدس والإيحاء

Admin

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا ومرحبا بكم من جديد أحبائي زوار و أعضاء الحكماء المصريين للعلوم الروحية
ولقاء بعد طول غياب وبقدر الغياب والإشتياق تكون القيمة واليكم اليوم أول دروس
الحكماء المصريين لعلوم الماورائيات والتي أدعو الله أن تكون عمل خير .

سنبدأ دروس الجامعة من خلال مجموعة دروس متحدة الموضوع نتدارس
فيها سويا موضوع ( الحدس والإيحاء ) وسنقوم بتناول هذا الموضوع من خلال
ثلاثة دروس إن شاء الله الكريم .

* قديما لم يكن في إستطاعة العللماء المهتمين بالعلم الروحاني التمييز
بين حدسهم الخاص والنابع من بصيرتهم الخاصة التي وهبها الله لهم
وبين خدامهم من الجن في ما يجول في صدورهم من أمور و اخبار و
كشف للأسرار . ويرجع ذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا
الحصر عدم تطور هذه الأجيال من العلماء فكريا بما فيه الكفاية ليصلوا
الى مرحلة السمو الروحي شبه الكاملة و التي يمكن للإنسان من خلالها
التمييز بين الحدس الخاص والجن كما و أن عوامل الإتصال و خطوطه
ما بين العاملين ( الإنس والجن ) لم تكن معدة وممهدة كما هو الحال الآن .

* وجبت هذه المقدمة حتى يعرف الجميع أن عصر علماء اليوم الحقيقيين في مجال
الروحانيات أفضل بكثير مما يسبقه في سابق الزمن . حيث إستطاع الإنسان مؤخرا
أن ينمي من قدراته الخاصة بشكل كبير من خلال مجموعة كبيرة من التدريبات
الخاصة والأبواب الصحيحة المنقحة علميا و كذلك الدراسات و الأبحاث .

* و حتى لا يختلط الزيت بالماء علينا بتعريف ( الحدس ) : و هو عبارة عن
موهبة ربانية يخص بها الله بعضا من خلقه و قد فسر بعض العلماء ( الحدس )
على أنه ( الحاسة السادسة ) و هي تلك الظاهرة التي تتكرر أكثر من مرة مع
بعض الأشخاص من أن يحلمون بشيء معين ويجدونه يتحقق في الواقع بعد فترة زمنية . .
وكذلك بعض المواقف الملحوظة التي يمر بها الشخص كأن يتوقع زيارة شخص ما
لبيته على غير العادة ويجده يدق الباب . . !

فكل هذه الأمور وأشباهها فسرها العلماء على أنها شيء علمي منبثق من العقل
اللاواعي إلى العقل الواعي للإنسان و بالطبع فإن هؤلاء اللذين ينتمون إلى فئة
ذوي القوى الخاصة ليسوا بكثيرين . أسمى العلماء هذا الشيء العلمي ( الحاسة السادسة ) . . !

* إذن يفهم من سابق الكلام أن ( الحدس ) هو في منتهاه شيء حسي غير ملموس
تماما كآشعة الشمس التي نؤمن جميعا بوجودها لكننا لا نستطيع ان نمسكها بأصابعنا . . !

فكذلك الأمر بالنسبة لــ ( الحدس ) حيث أنه لا يوجد أي إنسان يتمتع بقوة خاصة
( خارقة للعادة ) تمكنه من الإحساس بالأشياء قبل حدوثها . لا يمكنه أن يمسك هذا
( الحدس ) بين يديه ليتأكد من وجوده .

* ولعل الحديث عن ( الحدس ) يأخذنا للحديث عن البصيرة التي وهبها الله سبحانه
وتعالى لعباده الصالحين ( وقليلا ما هم الآن ) . فتلك البصيرة هي التي ينفرد بها
المسلمين المؤمنين و تتجلى هذه البصيرة لديهم في دقة الحكم على الأمور و تقديرها
بشكل صحيح في أغلب الأحوال . و قد درجت العادة على ان الإنسان العامر قلبه
بالإيمان يرى بقلبه وكذلك خرج علينا المثل الشعبي الشهير
( ايه يا اخي انت اعمي العين والقلب ) .

* ولنعود مجددا لــ ( الحدس ) هذا الإحساس الخاص الغير مكتسب فهو هبة و
موهبة و قدر ومصير ومجرى حياة لكل من يملكه ولكل من يحيطون به أو يختلطون به .
ولأن كل من يختلط من قريب أو بعيد بعالم الأرواح و الأشباح و الهياكل يطرأ عليه
تغيير ولو نسبي على حياته كان هذا الإلتباس بين ( الحدس ) و الجن في تفسير توالي
الأحداث وترتيب الأفكار بين العقلين الواعي واللاواعي . ومن أجل هذا و أكثر قدمت
لك هذه المجموعة الدرسية حتى تكن مرجعا تاريخيا مهما لكل من يريد تسور مدينة
الحقيقة يوما ما . . فافهم ترشد . . !

* وقتيا إنتهى الكلام عن ( الحدس ) ولنتكلم عن الجن قليلا من خلال إلقاء الضوء
على ظاهرة ( الإيحاء ) . .

فالجني لا سبيل له على الإنسان إلا من خلال عملية ( الإيحاء ) كأن يقوم الجنى
بتهييج مشاعر الخوف و القلق أو الرعب والفزع أو الفرحة و الابتسامة فعلى
سبيل المثال لا الحصر بمجرد أن تنفرد بنفسك في المنزل وتطفئ الأنوار فتجد
الخوف بدأ يتسرب اليك فهذا مثال لعملية ( الإيحاء ) التي يقوم بها الجني معك
ويمكنك القياس عليها فيما بعد . .

* ولدخول الجن إلى عقلك ليقوم بعملية ( الإيحاء ) مداخل عدة نذكر
بعضا منها على سبيل المثال فمثلا . . .

إن أنت عكفت و داومت لفترة على المطالعة في كتب ومخطوطات الروحانيات
والسحر فإنك تجد نفسك و بدأت في التعلق بهذا الأمر شيئا فشيئا عن طريق
( الإيحاء ) الذي يقوم به الجني وهذا مدخل . . .

وكمثل سابقه مدخل هو الأهم في حالة إبتعاد الإنسان عن فروضه وعباداته
الموكلة اليه فهنا يكون مدخل للجني والشيطان ولكل من هب و دب في حياتك
ليوحون لك بأشياء قد تكون صحيحة و قد لا يكون لها أي أساس من الصحة . . فافهم ترشد . . !

خلاصة الجزء الأول من ( الحدس والإيحاء )

هو الحيرة القلق الترقب التوتر المقارنة القياس التفكير التأمل التدبر في
حقيقة الحقيقة بين ( الحدس ) و ( الإيحاء ) و الفرق بينهما . وهو ما
سنكشف لك عنه في قادم الدروس . إن شاء الله الكريم .

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية .

تحياتي وتقديري : الشيخ الحكيم مصطفى

0020182966953

https://mostafaegyptian.rigala.net